11-يونيو-2022
توافق جزائري تونسي بشأن ليبيا (فيسبوك)

توافق جزائري تونسي بشأن ليبيا (فيسبوك)

عرف يوم أمس الجمعة مؤشرات على توافق تونسي جزائري بشأن المسألة الليبية، بعد بوادر خلاف، اقترحت تقارير أنها كانت نتيجة لاستقطاب جزائري مصري يفرض بظلاله على تونس. حيث تدعم الجزائر حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة المدعومة من قبل الأمم المتحدة، بينما تميل القاهرة إلى دعم مجلس النواب في الشرق، وفتحي باشاغا المكلف من قبل المجلس بتشكيل حكومة بديلة.

عرف يوم أمس الجمعة مؤشرات على توافق تونسي جزائري بشأن المسألة الليبية، بعد بوادر خلاف، اقترحت تقارير أنها كانت نتيجة لاستقطاب جزائري مصري

بوادر الخلاف التونسي الجزائري ظهرت على السطح مع تصريحات تبون، التي قال فيها إن بلاده مستعدة لمساعدة تونس على "العودة إلى طريق الديموقراطية"، في تغير في طبيعة خطاب الرسمية الجزائرية بشأن الجارة الشرقية، التي تمر بظرف سياسي معقد وتتجه إلى نمط من الحكم تصفه منظمات حقوق الإنسان بحكم الرجل الواحد. تزامن تصريح تبون مع غموض بشأن إمكانية زيادة صادرات الجزائر إلى تونس من الغاز، حيث تواجه الأخيرة أزمة طاقة وكهرباء محتملة.

 

في إطار تعزيز سنة التشاور والتنسيق بين تونس والجزائر وليبيا، يؤدّي اليوم، الجمعة 10 جوان 2022، السيد رمطان لعمامرة، وزير...

Posted by ‎وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج‎ on Friday, June 10, 2022

هذه الخلافات بدت أقل أهمية أمس الجمعة، حيث استضافت تونس  اجتماعًا ثلاثيًا ضم وزراء خارجية الجزائر، ليبيا وتونس، لتنسيق "المواقف حول الأوضاع في المنطقة والقضايا الدولية والإقليمية الراهنة". وقال بيان لوزارة الخارجية التونسية إنه "في إطار تعزيز سنة التشاور والتنسيق بين تونس والجزائر وليبيا، يؤدّي اليوم، الجمعة 10 حزيران/يونيو 2022، السيد رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، والسيدة نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية لدولة ليبيا، زيارة عمل إلى تونس".

لقاء بين قيس سعيّد ونجلاء المنقوش

وحسب البيان، فإن الاجتماع كان معنيًا بـ"المشاورات على عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك التنمية المندمجة والمتضامنة ومكافحة الإرهاب والتصدي للجريمة المنظمة وقضايا الأمن الغذائي والطاقي والبيئي في التي تفرض نفسها في ظل المستجدات الدولية الراهنة".

وعرف البيان لهجة تونسية واضحة بشأن وصف المنقوش، الوزيرة في حكومة الدبيبة، كممثل لليبيا في الاجتماع، وهو ما قد يشير إلى انحياز تونسي للموقف الجزائري على حساب موقف القاهرة. حيث ترى الجزائر، كما شدد لعمامرة لدى استقباله المستشارة الأممية الخاصة المكلفة بقيادة جهود الأمم المتحدة لحل الأزمة في ليبيا، ستيفاني ويليامز، قبل أيام، "ضرورة تفادي تعدد المسارات والمبادرات التي يهدف البعض من خلالها للبحث عن أدوار إقليمية وهمية على حساب مصلحة الشعب الليبي والتي لم تأت بأيّة نتيجة سوى التشويش على وساطة الأمم المتحدة".

لقاء بين قيس سعيّد ورمضان لعمامرة

 كما أعرب قيس سعيّد  عن "دعمه الشقيقة ليبيا وجهود حكومة الوحدة الوطنية في تعزيز الاستقرار والوحدة فى ليبيا"، حسب ما جاء في بيان للرئاسة الليبية، وذكر البيان ذاته أن وزراء خارجية الدول الثلاثة قد رحبوا، خلال لقائهم المشترك بتونس، بـ"التوافقات الكبيرة في مواقف بلدانهم حول أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحرصهم على مواصلة الجهود لترسيخ سنة التشاور والتنسيق عبر عقد اجتماعات دورية مماثلة، كلما اقتضت الضرورة حرصًا منهم على تبادل الرؤى وتنسيق المواقف المشتركة حول القضايا الإقليمية والدولية، وما ينتج عنه من تحديات سياسية وأمنية واقتصادية".

 

وزيرة الخارجية والتعاون الدولي تصل تونس في زيارة عمل رسمية تونس | 10 يونيو 2022 وصلت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي...

Posted by ‎وزارة الخارجية والتعاون الدولي - دولة ليبيا‎ on Friday, June 10, 2022

 هذا التوافق الجزائري التونسي بشأن ليبيا، انتهى على ما يبدو إلى تصريحات جزائرية تنأى بنفسها عن "الشأن الداخلي التونسي"، على النقيض من تصريحات تبون قبل أسابيع، في وقت يواجه فيه سعيّد أزمة داخلية حادة. وقال لعمامرة، في بيان نشرته الرئاسة التونسية، إنّ "الجزائر حريصة على نجاح تونس واستقرارها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية"، مؤكدًا احترام الجزائر لـ "خيارات القيادة التونسية وتثق في قدرتها على خدمة مصلحة تونس في المرحلة القادمة".

التوافق الجزائري التونسي بشأن ليبيا، انتهى على ما يبدو إلى تصريحات جزائرية تنأى بنفسها عن "الشأن الداخلي التونسي"، على النقيض من تصريحات تبون قبل أسابيع

وأبرز لعمامرة خلال استقباله بقصر قرطاج، من طرف الرئيس التونسي قيس سعيد "اعتزاز الرئيس عبد المجيد تبون بمستوى علاقات الأخوة والثقة والشراكة بين تونس والجزائر، وإيمانه بأن هذه العلاقات الاستراتيجية ستظلّ وطيدة وثابتة وسيتمّ تعزيزها في الفترة القادمة على عدّة مستويات".